مقدمة
منذ القدم والإنسان يقوم بحفظ المعرفة التى لديه بطرق مختلفة. فالإنسان الأول كان يكتب على
الحجر والخشب ثم أوراق البردى، ثم تمكن الإنسان من تصنيع الورق ومن ثم استخدم الحبر
فى الكتابة عليه، ثم تلى ذلك إختراع الطباعة. وقام الإنسان أيضاً بوضع نظم لتنظيم المعرفة
التى قام بحفظها فقد وجِد أن البابليين قد وضعوا الألواح التى نقشوا عليها قوانينهم على
مجموعة من الأرفف حيث أُعتُبر ذلك أول مكتبة فى التاريخ، ثم بدأت المكتبات تتطور عبر
العصور وتطورت معها أساليب تنظيم مصادر المعلومات لتسهيل عملية الحصول على
المعلومات على جميع مستخدمى المكتبة حتى وصلنا إلى ظهور المكتبة الشاملة.
مفهوم المكتبة
المكتبة هى مكان يحتوى على مصادر المعلومات المختلفة مثل الكتب والدوريات والصحف
والأشرطة السمعية وأشرطة الفيديو والملفات الإلكترونية، حيث تنظم بطريقة يسهل بها
الوصول مصادر المعلومات واستخدامها.
أنواع المكتبات
يوجد خمسة أنواع للمكتبات بصفة عامة هى:
١-المكتبة الوطنية ٤-المكتبة الأكاديمية
٢-المكتبة العامة ٥-المكتبة المدرسية
٣-المكتبة المتخصصة
أولاً :-المكتبة الوطنية
تحرص كل دولة على أن يكون لديها مكتبة وطنية وظيفتها حفظ وتنظيم التراث القومى من
المطبوعات. وذلك من خلال الحصول على نسخ من جميع المطبوعات الصادرة بالدولة أو
عن الدولة فى الخارج، ثم تقوم بتنظيم هذه المطبوعات وحفظها باعتبارها مركز إيداع دائم
لها. ونظراً لضخامة عدد المطبوعات فإن المكتبة الوطنية تستخدم الأساليب التكنولوجية
المتقدمة فى حفظ وتنظيم المطبوعات مثل أجهزة الكمبيوتر والميكروفيلم.
ويفرض قانون رقم الإيداع على الناشرين إيداع عدد من النسخ المجانية من المطبوعات
الصادرة فى المكتبة الوطنية، وفى نظير ذلك تقوم الدولة بحماية حقوق هؤ لاء الناشرين
والمؤلفين فى مطبوعاتهم. وتقوم المكتبة الوطنية بإعطاء رقم إيداع لكل مطبوع يحفظ حق
المؤلف والناشر. وتقوم المكتبة الوطنية أيضاً بإصدار قائمة تشمل محتوياتها بما تشمله من
المطبوعات الصادرة بالدولة أو عن الدولة بالخارج.
والمكتبة الوطنية فى مصر هى "دار الكتب والوثائق القومية"، ومن أشهر المكتبات الوطنية
فى العالم مكتبة "الكونجرس" فى الولايات المتحدة ومكتبة المتحف البريطانى فى إنجلترا.
ثانياً: المكتبة العامة
وهى مكتبة تخدم منطقة سكنية معينة ويشمل ذلك جميع أفراد المنطقة. أى أن المكتبة العامة
مكتبة تُنشَأ فى منطقة معينة (مدينة - حى فى مدينة – قرية) وذلك لتقديم خدماتها لجميع فئات
المجتمع دون تمييز ولجميع الأعمار. فيستطيع أى مواطن دخول المكتبة والاستفادة من الكتب
والمطبوعات الموجودة بها بالمجان، وذلك من أجل نشر الثقافة والوعى لدى جميع أفراد
المجتمع. ويقتضى ذلك اقتناء مصادر المعلومات بكافة أشكالها من كتب ودوريات وغيرها فى
مختلف فروع المعرفة، وإن كان هذا لا ينفى ضرورة الاهتمام باحتياجات البيئة التى توجد
فيها المكتبة سواء كانت بيئة زراعية أو صناعية أو ريف أو حضر وتوفير الكتب
والمطبوعات التى تناسب البيئة التى تتواجد فيها المكتبة.
ويرجع تاريخ المكتبات العامة فى مصر إلى عام ١٨٧٠ م حيث أنشئت أول مكتبة عامة
وهى مكتبة " دار الكتب المصرية " حيث كانت تسمى فى هذا الوقت مكتبة " الكتبخانة
الخديوية " ولقد انتشرت المكتبات العامة الآن فى جميع أنحاء مصر ومن أشهرها مكتبة
القاهرة الكبرى.
ثالثاً: المكتبة المتخصصة
هى المكتبة التى تلحق بهيئة أو مؤسسة علمية أو مركز بحث علمى أو شركة . حيث تقوم
المكتبة المتخصصة باقتناء وتنظيم الكتب والمطبوعات ومصادر المعلومات المختلفة التى
تتعلق بمجال عمل المؤسسة المتواجدة بها وتقديمها للعاملين بها للاستفادة منها فى عملهم
سواءاً كان مجال عمل المؤسسة زراعياً أو صناعياً أو بحوث علمية أو غير ذلك . أى أن
المكتبة المتخصصة تسعى إلى اقتناء الكتب والمطبوعات التى تختص بمجال عمل المؤسسة
المتواجدة بها كهدف أساسى لها بعكس المكتبة العامة التى تحتوى على الكتب فى جميع فروع
المعرفة البشرية. فمثلاً المكتبة الملحقة بمركز البحوث الزراعية تهتم أساساً بالكتب والدوريات
العلمية التى تختص فى مجال البحوث الزراعية بعكس مكتبة مركز بحوث الدواء التى تهتم
باقتناء الكتب والدوريات العلمية التى تختص بمجال صناعة الأدوية.
وللمكتبة المتخصصة دوراً هاماً فى إمداد العاملين والباحثين فى المؤسسة المتواجدة بها بالكتب
والدوريات العلمية التى تجعلهم على علم بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال عملهم.
رابعاً: المكتبة الأكاديمية
وهى المكتبة التى تتواجد فى الجامعات والكليات والمعاهد. وهى تهدف إلى توفير الكتب
ومصادر المعلومات التى تتلاءم مع أهداف المعهد أو الكلية أو الجامعة التى تتواجد فيها .
وللمكتبة الأكاديمية ثلاثة أنواع هى:
١-مكتبات المعاهد المتوسطة
تقوم هذه المكتبات بتوفير الكتب التى تختص بالموضوعات التى يقوم بتدريسها المعهد التى
تتواجد فيه، وذلك حسب تخصص المعهد (صناعى – تجارى – صحى ) وتراعى متطلبات
واحتياجات الطلاب من الكتب بما يتناسب مع أعمارهم ومستوياتهم الفكرية.
٢-مكتبات الكليات
لا تختلف وظيفة مكتبات الكليات عن وظيفة مكتبات المعاهد، حيث تهتم اقتناء الكتب التى
تتعلق بمجال دراسة الكلية المتواجدة فيها كهدف أساسى بالإضافة إلى الكتب الأخرى.
٣-المكتبة الجامعية
كل جامعة تقوم بإنشاء مكتبة تخدم جميع العاملين بها من أعضاء هيئة التدريس وطلاب فى
جميع الكليات. وتسمى هذه المكتبات "المكتبة المركزية" وتحتوى المكتبات الجامعية على الكتب
والمطبوعات مصادر المعلومات التى تحتوى على مختلف جوانب المعرفة البشرية وتلبى
جميع الاحتياجات التى تتعلق بالتعليم والتثقيف والترويح.
خامساً: المكتبة المدرسية
المكتبة المدرسية هى إحدى أنواع المكتبات والتى لها دور هام لخدمة المجتمع بصفة عامة
ولخدمة العملية التعليمية بصفة خاصة، والمكتبة المدرسية هى:
مكان يضم مصادر المعلومات التعليمية والتثقيفية ويقوم بتقديم الخدمات المكتبية المتنوعة بعد
تنظيم مصادر المعلومات تنظيماً مناسباً.
وهى إحدى المقومات الأساسية للعملية حيث تتولى اقتناء واختيار وتنظيم الكتب والمطبوعات
ومصادر المعلومات الأخرى لخدمة الطلاب والمدرسين والعاملين بالمدرسة.
*-ويجدر بنا الإشارة إلى ظهور ما يسمى بالمكتبة التخیلیة أو التقریبی ة ، وهى إمكانية استخدام
شبكة الإنترنت فى الوصول إلى مصادر المعلومات الموجودة فى المكتبات التى لها مواقع
على شبكة الإنترنت فى أى مكان فى العالم من خلال جهاز الكمبيوتر.
المفهوم الحديث للمكتبة المدرسية
تطور مفهوم المكتبة المدرسية عبر تاريخها من المفهوم التقليدى الذى كان ينظر إليها على
أنها مكان لحفظ وتنظيم الكتب والمواد المطبوعة فقط، إلى المفهوم الحديث الذى أصبحت فيه
مكتبة شاملة بمعنى أن تحتوى المكتبة المدرسية على مصادر المعلومات غير المطبوعة مثل
اسطوانات الليزر التعليمية وأشرطة الفيديو التعليمية وغيرها من الوسائل التعليمية بالإضافة
إلى الكتب المواد المطبوعة الأخرى. وكان هذا التطور فى المكتبة بصفة عامة والمكتبة
المدرسية بصفة خاصة بسبب عاملين هامين هما:
١-الاتجاه نحو التعلم بالحواس
تؤكد الأبحاث العلمية أن الحواس الخمس –السمع والبصر واللمس والتذوق والشم- هى
القنوات التى نكتسب المعرفة من خلالها. وأن هذه الحواس هى وسيلة التعلم واكتساب
المعلومات. أى أن التعلم لا يكَتسب بواسطة حاسة واحدة وإن كان السمع والبصر هما
الحاستان الأكثر أهمية فى التعليم. والاتجاه الحديث فى التعليم أصبح هو التوجه نحو التعلم
بالحواس أى الاستفادة من جميع الحواس فى التعليم. وعدم الاكتفاء بالتلقين اللفظى للمدرس
فى الفصل بل استخدام الصوت والصورة المتحركة والثابتة فى التعليم، ولذلك بدأ الاتجاه نحو
إنتاج مصادر معلومات تعتمد على الصوت والصورة بجانب الكتب فأتيحت شرائط الكاسيت
الصوتية وأفلام الفيديو التعليمية وغيرها من المواد والأجهزة التعليمية.
ومع تعدد مصادر المعرفة السمعية البصرية بجانب الكتب المطبوعة فقد كان لابد من الاتجاه
نحو تطوير المكتبة المدرسية لتشمل المواد والأجهزة التعليمية بجانب الكتب لتصبح مكتبة
شاملة بمعنى شمولها على جميع مصادر المعرفة، وأصبح المفهوم الحديث للمكتبة المدرسية
هو شمولها على الأدوات والأجهزة التعليمية (المواد غير المطبوعة) بجانب الكتب والدوريات
(المواد المطبوعة).
٢-ثورة المعلومات
لم يكن الاتجاه نحو التعلم بالحواس هو الدافع الوحيد نحو تطوير المكتبة المدرسية ولكن كان
هناك عامل هام آخر هو ما يسمى بثورة المعلومات أو الانفجار المعرفى وهو تضاعف حجم
المعلومات فى جميع المجالات وتعدد فروع المعرفة وسرعة تناقل المعلومات، ومن أجل ذلك
بدأ الاستعانة بمصادر معلومات جديدة تناسب التغيرات المتلاحقة فى حجم المعلومات وسرعة
نقلها، فكان الاتجاه نحو الاستعانة بما يسمى المصادر غير المطبوعة مثل اسطوانات الليزر
ذات القدرة الكبيرة على تخزين كم هائل من المعلومات . و شبكة الإنترنت والقنوات
التليفزيونية التعليمية والإخبارية التى تمكننا من مواكبة سرعة تدفق المعلومات أولاً بأول
فنكون على علم بما يستجد من علوم حديثة وأخبار علمية وغير علمية بعكس الكتب والمواد
المطبوعة الأخرى التى لا تستطيع توفير المعلومات بهذه السرعة والسهولة.
الخدمات التى تقدمها المكتبة المدرسية
لكى تتمكن المكتبة المدرسية من تحقيق أهدافها فإنها تقوم بتقديم مجموعة من الخدمات تساعدنا
على استخدام المكتبة استخداماً صحيحاً ومفيداً ومن أهم هذه الخدمات ما يأتى :-
١-إتاحة الفهارس
يقوم أمين المكتبة بعمل الفهرس الخاص بالمكتبة وإتاحته بحيث يسهل عليهم معرفة محتويات
المكتبة من مصادر المعلومات المختلفة ويسهل عليهم الوصول إليها عن طريق الفهرس.
٢-الاطلاع الداخلى
حيث تسمح لنا المكتبة بالتواجد فيها والاطلاع على ما بها من مصادر معلومات . وتوفر
المكتبة المكان الجيد الملائم والذى تتوفر فيه الإضاءة والتهوية الجيدة والمناضد والكراسى.
٣-الإعارة الخارجية
تقوم المكتبة المدرسية بإتاحة الفرصة للطلاب باستعارة الكتب للقراءة فى المنزل، حيث قد لا
يتسع الوقت لبعضنا للقراءة داخل المكتبة. أو لإكمال قراءة كتاب جذب اهتمام قارئه فيستطيع
استعارة هذا الكتاب لقراءته فى المنزل ثم إعادته بعد انتهاء فترة الاستعارة.
٤-الإرشاد والتدريب
يقوم أمين المكتبة بعمل لوحات إرشادية توضح نوعيات وأماكن الكتب ونظام العمل بالمكتبة
ومكان الفهرس وبعض العبارات التى توضح أهمية المكتبة وأهمية الكتاب وغير ذلك، كما
يقوم أمين المكتبة بالإجابة على تساؤلات الطلاب ومساعدتهم للوصول إلى ما يريدون من
كتب، وتدريبهم على استخدام المكتبة.
أهداف المكتبة المدرسية
تهدف المكتبة المدرسية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التى حددتها وزارة التربية والتعليم
فى الأهداف التالية:
١-توفير مصادر المعلومات المختلفة ا للازمة للدراسة والبحث والتثقيف والترفيه
والهوايات.
إن توفير المكتبة المدرسية لمصادر المعلومات على اختلافها من العوامل الرئيسية التى يتحدد
عليها مدى نجاحها فى تحقيق أهدافها الأخرى، بل نستطيع أن نقول أن المكتبة المدرسية بدون
مصادر المعلومات تفقد دورها وأهميتها داخل المدرسة . ويتم مراعاة مناسبة مصادر
المعلومات التى توفرها المكتبة المدرسية كماً وكيفاً لاحتياجات الطلاب على اختلاف ميولهم
وقدراتهم لتحقيق متطلباتهم للتثقيف والترفيه جنباً إلى جنب مع موضوعات المنهج المدرسى.
٢- خدمة المناهج والمقررات الدراسية حتى لا يصبح الكتاب المقرر هو المصدر الوحيد
للمعلومات أمام الطالب والمدرس.
إن التطور الحادث فى العملية التعليمية واتجاهها نحو تعدد مصادر المعلومات لتقديم تعليم
أفضل يؤكد على أن الكتاب المدرسى حتى مع جودته وحسن إعداده لا يمكن أن يكون مصدر
المعلومات الوحيد، ولا يمكن أن يكون قادراً وحده على مراعاة متطلبات الطلاب مما يجعل
المكتبة المدرسية ومصادر المعلومات المتوفرة بها سنداً لا غنى عنه لدعم وخدمة المناهج
الدراسية بحيث يكون الكتاب المدرسى نقطة بداية وليس بداية ونهاية ويكون جزء وليس كل.
فإن استطاعت المكتبة المدرسية بالفعل أن تكون مكملاً وداعماً للمناهج الدراسية وللكتاب
المدرسى فإنها تكون بمثابة قوة دافعة للعملية التعليمية لتحقيق أهداف المدرسة التربوية
والتعليمية.
٣-تدريب الطلاب على استخدام مصادر المكتبة وأدواتها وإمدادهم بالمهارات الأساسية
لتكوين عادات القراءة السليمة والمثمرة.
إن توفير مصادر المعلومات فى المكتبة المدرسية يعتبر أساس عملها وبدون هذه المصادر
فلا قيمة للمكتبة المدرسية. ولكن لا يمكن أن تؤدى مصادر المعلومات دورها على الوجه
المطلوب فى العملية التعليمية لتحقيق أهداف المدرسة بدون توفر عنصر تدريب الطلاب على
استخدام هذه المصادر.
٤-الإسهام مع الفصل الدراسى فى ربط الطالب ببيئته ووطنه والعالم الذى يعيش فيه وتنمية
القيم الاجتماعية والخلقية والدينية لديه.
تعتبر المكتبة المدرسية داعمة للمناهج الدراسية فمصادر المعلومات المتوفرة بها تكمل وتدعم
الكتاب المدرسى. فإذا كانت المناهج الدراسية تهدف إلى ربط الطالب ببيئته ووطنه والعالم
الذى يعيش فيه وتنمية القيم الاجتماعية والخلقية والدينية لديه، فإن المكتبة المدرسية بدورها
خير داعم وسند للمناهج الدراسية لتحقيق هذه الأهداف. فعن طريق مصادر المعلومات
المتوفرة بالمكتبة المدرسية يستطيع الطلاب التعرف على وطنهم ومن ثم الارتباط به والإلمام
بالخبرة فى الحياة الاجتماعية والسلوك الأمثل والتمسك بالدين والخلق القويم.
٥-الإسهام مع المكتبة العامة فى خدمة البيئة التى تقوم فيها المدرسة وذلك بفتح
أبوابها لأولياء الأمور وأهالى الحى للإفادة من مقتنياتها وخدماتها.
خدمات المكتبة المدرسية لا تقتصر على دعم المناهج الدراسية ولا يتوقف دورها على خدمة
طلاب المدرسة فقط. بل أن المكتبة المدرسية تقوم بدور هام فى تنمية المجتمع، وذلك
باستقبال مواطنى المنطقة المتواجدة فيها المدرسة وتوفير مصادر المعلومات ال تى تناسب
اهتمامات المواطنين فى سبيل تحقيق الأهداف العامة للدولة. وتقوم المكتبة المدرسية أيضاً
بالتوجيه والإرشاد للمواطنين ليحققوا أكبر إفادة من مصادر المعلومات المتوفرة بها . كذلك
تشارك المكتبة المدرسية بدور هام فى المشروعات الثقافية مثل مهرجانات (القراءة ل لجميع )
و(المكتبة المدرسية فى خدمة المجتمع) التى تنفذها وزارة التربية والتعليم فى فترة العطلة
الصيفية وذلك بتوفير مصادر المعلومات التى تخدم أهداف هذه المهرجانات الثقافية. وتقع على
المكتبة المدرسية مسئولية كبيرة فى مجال خدمة المجتمع حيث أنها أكثر أنواع المكت بات
انتشاراً فكلما تواجدت مدرسة تواجدت معها مكتبة مدرسية.
٦-تأهيل الطالب نفسياً وعملياً لاستخدام أنواع أخرى من المكتبات فى حياته الحالية
والمستقبلية.
إن المهارات التى يكتسبها الطالب لاستخدام أدوات المكتبة المدرسية ومصادر المعلومات
المتوفرة بها من خلال برامج التدريب التى يتلقاها الطالب بالمدرسة يجعله على استعداد
لاستخدام وارتياد أنواع المكتبات الأخرى مثل المكتبة الجامعية بعد التحاقه بالجامعة أو
المكتبات العامة. بل أن هذا التدريب يشجعه على إنشاء مكتبة خاصة به فى بيته ويكون على
قدرة لاستخدام مصادر المعلومات المتوفرة بها استخداماً صحيحاً.
٧-إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتى الذى يؤدى إلى التعليم المستمر.
التعلم الذاتى هو أسلوب التعلم الذى يستخدم فيه الفرد الكتب أو الآلات التعليمية أو غيرها من
الوسائل من تلقاء نفسه، ويتقدم فى دراسته وفقاً لمقدرته بدون مساعدة المدرس. أى أن التعلم
الذاتى يتم بواسطة الطالب ذاته. أما التعليم المستمر فهو استمرار الفرد فى تلقى العلم حتى
يستطيع التعرف على الجديد فى مجال عمله. فهو ضرورة لا غنى عنها لكل أفراد المجتمع
وبخاصة للقوى العاملة فى المجتمع العصرى، حيث أن التطور التكنولوجى وثورة المعلومات
تتطلب مواكبة هذا التطور، وذلك يتم بالتعليم المستمر، وللمكتبة المدرسية الدور الأعظم فى
إتاحة الفرصة للطلاب لتلقى التعلم الذاتى وغرس قيم التعليم المستمر. ففى المكتبة المدرسية
يتعرف الطالب على كيفية الاستخدام الأمثل لهذه المصادر ويكتسب مهارات الحصول على
المعلومات من مصادر المعرفة المختلفة، ومن ثم الوصول إلى المعارف بجهده الذاتى.
أهمية المكتبة المدرسية
أهمية المكتبة المدرسية للعملية التعليمية أصبحت من المسلمات التى لا جدال فيها، فغنى عن
البيان أن المكتبة المدرسية لها دورها الهام فى توفير مصادر المعلومات التى تساعد الطلاب
على الإطلاع على المجالات التى تناسب اهتماماتهم وتشبع حاجاتهم نحو مزيد من المعلومات
التى تخص المواد الدراسية أو نحو موضوعات خارجية دينية أو ثقافية أو ترفيهية . وعن
طريق مصادر المعلومات المتوفرة فى المكتبة المدرسية يستطيع الطلاب الاطلاع على أحدث
التطورات العلمية والإخبارية من خلال شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية التعليمية مما يساعد
الطلاب المتفوقين على الاطلاع على مزيد من العلوم التى لا تتيحها لهم المناهج الدراسية
وكذلك يستطيع الطلاب المتوسطين الحصول على المعلومات من أكثر من مصدر وبأكثر من
طريقة مما يساعدهم على الإلمام بالموضوعات الدراسية وغير الدراسية وبذلك تستطيع المكتبة
المدرسية مراعاة الطلاب الأذكياء والأقل ذكاء ومتوسطى الذكاء. إلى جانب ذلك تقوم المكتبة
المدرسية بإرشاد الطلاب وتدريبهم على كيفية استخدام مصادر المعلومات المختلفة ليستطيعوا
استخدامها استخداماً صحيحاً.
والحديث بقية ما دام فى العمر بقية
منذ القدم والإنسان يقوم بحفظ المعرفة التى لديه بطرق مختلفة. فالإنسان الأول كان يكتب على
الحجر والخشب ثم أوراق البردى، ثم تمكن الإنسان من تصنيع الورق ومن ثم استخدم الحبر
فى الكتابة عليه، ثم تلى ذلك إختراع الطباعة. وقام الإنسان أيضاً بوضع نظم لتنظيم المعرفة
التى قام بحفظها فقد وجِد أن البابليين قد وضعوا الألواح التى نقشوا عليها قوانينهم على
مجموعة من الأرفف حيث أُعتُبر ذلك أول مكتبة فى التاريخ، ثم بدأت المكتبات تتطور عبر
العصور وتطورت معها أساليب تنظيم مصادر المعلومات لتسهيل عملية الحصول على
المعلومات على جميع مستخدمى المكتبة حتى وصلنا إلى ظهور المكتبة الشاملة.
مفهوم المكتبة
المكتبة هى مكان يحتوى على مصادر المعلومات المختلفة مثل الكتب والدوريات والصحف
والأشرطة السمعية وأشرطة الفيديو والملفات الإلكترونية، حيث تنظم بطريقة يسهل بها
الوصول مصادر المعلومات واستخدامها.
أنواع المكتبات
يوجد خمسة أنواع للمكتبات بصفة عامة هى:
١-المكتبة الوطنية ٤-المكتبة الأكاديمية
٢-المكتبة العامة ٥-المكتبة المدرسية
٣-المكتبة المتخصصة
أولاً :-المكتبة الوطنية
تحرص كل دولة على أن يكون لديها مكتبة وطنية وظيفتها حفظ وتنظيم التراث القومى من
المطبوعات. وذلك من خلال الحصول على نسخ من جميع المطبوعات الصادرة بالدولة أو
عن الدولة فى الخارج، ثم تقوم بتنظيم هذه المطبوعات وحفظها باعتبارها مركز إيداع دائم
لها. ونظراً لضخامة عدد المطبوعات فإن المكتبة الوطنية تستخدم الأساليب التكنولوجية
المتقدمة فى حفظ وتنظيم المطبوعات مثل أجهزة الكمبيوتر والميكروفيلم.
ويفرض قانون رقم الإيداع على الناشرين إيداع عدد من النسخ المجانية من المطبوعات
الصادرة فى المكتبة الوطنية، وفى نظير ذلك تقوم الدولة بحماية حقوق هؤ لاء الناشرين
والمؤلفين فى مطبوعاتهم. وتقوم المكتبة الوطنية بإعطاء رقم إيداع لكل مطبوع يحفظ حق
المؤلف والناشر. وتقوم المكتبة الوطنية أيضاً بإصدار قائمة تشمل محتوياتها بما تشمله من
المطبوعات الصادرة بالدولة أو عن الدولة بالخارج.
والمكتبة الوطنية فى مصر هى "دار الكتب والوثائق القومية"، ومن أشهر المكتبات الوطنية
فى العالم مكتبة "الكونجرس" فى الولايات المتحدة ومكتبة المتحف البريطانى فى إنجلترا.
ثانياً: المكتبة العامة
وهى مكتبة تخدم منطقة سكنية معينة ويشمل ذلك جميع أفراد المنطقة. أى أن المكتبة العامة
مكتبة تُنشَأ فى منطقة معينة (مدينة - حى فى مدينة – قرية) وذلك لتقديم خدماتها لجميع فئات
المجتمع دون تمييز ولجميع الأعمار. فيستطيع أى مواطن دخول المكتبة والاستفادة من الكتب
والمطبوعات الموجودة بها بالمجان، وذلك من أجل نشر الثقافة والوعى لدى جميع أفراد
المجتمع. ويقتضى ذلك اقتناء مصادر المعلومات بكافة أشكالها من كتب ودوريات وغيرها فى
مختلف فروع المعرفة، وإن كان هذا لا ينفى ضرورة الاهتمام باحتياجات البيئة التى توجد
فيها المكتبة سواء كانت بيئة زراعية أو صناعية أو ريف أو حضر وتوفير الكتب
والمطبوعات التى تناسب البيئة التى تتواجد فيها المكتبة.
ويرجع تاريخ المكتبات العامة فى مصر إلى عام ١٨٧٠ م حيث أنشئت أول مكتبة عامة
وهى مكتبة " دار الكتب المصرية " حيث كانت تسمى فى هذا الوقت مكتبة " الكتبخانة
الخديوية " ولقد انتشرت المكتبات العامة الآن فى جميع أنحاء مصر ومن أشهرها مكتبة
القاهرة الكبرى.
ثالثاً: المكتبة المتخصصة
هى المكتبة التى تلحق بهيئة أو مؤسسة علمية أو مركز بحث علمى أو شركة . حيث تقوم
المكتبة المتخصصة باقتناء وتنظيم الكتب والمطبوعات ومصادر المعلومات المختلفة التى
تتعلق بمجال عمل المؤسسة المتواجدة بها وتقديمها للعاملين بها للاستفادة منها فى عملهم
سواءاً كان مجال عمل المؤسسة زراعياً أو صناعياً أو بحوث علمية أو غير ذلك . أى أن
المكتبة المتخصصة تسعى إلى اقتناء الكتب والمطبوعات التى تختص بمجال عمل المؤسسة
المتواجدة بها كهدف أساسى لها بعكس المكتبة العامة التى تحتوى على الكتب فى جميع فروع
المعرفة البشرية. فمثلاً المكتبة الملحقة بمركز البحوث الزراعية تهتم أساساً بالكتب والدوريات
العلمية التى تختص فى مجال البحوث الزراعية بعكس مكتبة مركز بحوث الدواء التى تهتم
باقتناء الكتب والدوريات العلمية التى تختص بمجال صناعة الأدوية.
وللمكتبة المتخصصة دوراً هاماً فى إمداد العاملين والباحثين فى المؤسسة المتواجدة بها بالكتب
والدوريات العلمية التى تجعلهم على علم بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال عملهم.
رابعاً: المكتبة الأكاديمية
وهى المكتبة التى تتواجد فى الجامعات والكليات والمعاهد. وهى تهدف إلى توفير الكتب
ومصادر المعلومات التى تتلاءم مع أهداف المعهد أو الكلية أو الجامعة التى تتواجد فيها .
وللمكتبة الأكاديمية ثلاثة أنواع هى:
١-مكتبات المعاهد المتوسطة
تقوم هذه المكتبات بتوفير الكتب التى تختص بالموضوعات التى يقوم بتدريسها المعهد التى
تتواجد فيه، وذلك حسب تخصص المعهد (صناعى – تجارى – صحى ) وتراعى متطلبات
واحتياجات الطلاب من الكتب بما يتناسب مع أعمارهم ومستوياتهم الفكرية.
٢-مكتبات الكليات
لا تختلف وظيفة مكتبات الكليات عن وظيفة مكتبات المعاهد، حيث تهتم اقتناء الكتب التى
تتعلق بمجال دراسة الكلية المتواجدة فيها كهدف أساسى بالإضافة إلى الكتب الأخرى.
٣-المكتبة الجامعية
كل جامعة تقوم بإنشاء مكتبة تخدم جميع العاملين بها من أعضاء هيئة التدريس وطلاب فى
جميع الكليات. وتسمى هذه المكتبات "المكتبة المركزية" وتحتوى المكتبات الجامعية على الكتب
والمطبوعات مصادر المعلومات التى تحتوى على مختلف جوانب المعرفة البشرية وتلبى
جميع الاحتياجات التى تتعلق بالتعليم والتثقيف والترويح.
خامساً: المكتبة المدرسية
المكتبة المدرسية هى إحدى أنواع المكتبات والتى لها دور هام لخدمة المجتمع بصفة عامة
ولخدمة العملية التعليمية بصفة خاصة، والمكتبة المدرسية هى:
مكان يضم مصادر المعلومات التعليمية والتثقيفية ويقوم بتقديم الخدمات المكتبية المتنوعة بعد
تنظيم مصادر المعلومات تنظيماً مناسباً.
وهى إحدى المقومات الأساسية للعملية حيث تتولى اقتناء واختيار وتنظيم الكتب والمطبوعات
ومصادر المعلومات الأخرى لخدمة الطلاب والمدرسين والعاملين بالمدرسة.
*-ويجدر بنا الإشارة إلى ظهور ما يسمى بالمكتبة التخیلیة أو التقریبی ة ، وهى إمكانية استخدام
شبكة الإنترنت فى الوصول إلى مصادر المعلومات الموجودة فى المكتبات التى لها مواقع
على شبكة الإنترنت فى أى مكان فى العالم من خلال جهاز الكمبيوتر.
المفهوم الحديث للمكتبة المدرسية
تطور مفهوم المكتبة المدرسية عبر تاريخها من المفهوم التقليدى الذى كان ينظر إليها على
أنها مكان لحفظ وتنظيم الكتب والمواد المطبوعة فقط، إلى المفهوم الحديث الذى أصبحت فيه
مكتبة شاملة بمعنى أن تحتوى المكتبة المدرسية على مصادر المعلومات غير المطبوعة مثل
اسطوانات الليزر التعليمية وأشرطة الفيديو التعليمية وغيرها من الوسائل التعليمية بالإضافة
إلى الكتب المواد المطبوعة الأخرى. وكان هذا التطور فى المكتبة بصفة عامة والمكتبة
المدرسية بصفة خاصة بسبب عاملين هامين هما:
١-الاتجاه نحو التعلم بالحواس
تؤكد الأبحاث العلمية أن الحواس الخمس –السمع والبصر واللمس والتذوق والشم- هى
القنوات التى نكتسب المعرفة من خلالها. وأن هذه الحواس هى وسيلة التعلم واكتساب
المعلومات. أى أن التعلم لا يكَتسب بواسطة حاسة واحدة وإن كان السمع والبصر هما
الحاستان الأكثر أهمية فى التعليم. والاتجاه الحديث فى التعليم أصبح هو التوجه نحو التعلم
بالحواس أى الاستفادة من جميع الحواس فى التعليم. وعدم الاكتفاء بالتلقين اللفظى للمدرس
فى الفصل بل استخدام الصوت والصورة المتحركة والثابتة فى التعليم، ولذلك بدأ الاتجاه نحو
إنتاج مصادر معلومات تعتمد على الصوت والصورة بجانب الكتب فأتيحت شرائط الكاسيت
الصوتية وأفلام الفيديو التعليمية وغيرها من المواد والأجهزة التعليمية.
ومع تعدد مصادر المعرفة السمعية البصرية بجانب الكتب المطبوعة فقد كان لابد من الاتجاه
نحو تطوير المكتبة المدرسية لتشمل المواد والأجهزة التعليمية بجانب الكتب لتصبح مكتبة
شاملة بمعنى شمولها على جميع مصادر المعرفة، وأصبح المفهوم الحديث للمكتبة المدرسية
هو شمولها على الأدوات والأجهزة التعليمية (المواد غير المطبوعة) بجانب الكتب والدوريات
(المواد المطبوعة).
٢-ثورة المعلومات
لم يكن الاتجاه نحو التعلم بالحواس هو الدافع الوحيد نحو تطوير المكتبة المدرسية ولكن كان
هناك عامل هام آخر هو ما يسمى بثورة المعلومات أو الانفجار المعرفى وهو تضاعف حجم
المعلومات فى جميع المجالات وتعدد فروع المعرفة وسرعة تناقل المعلومات، ومن أجل ذلك
بدأ الاستعانة بمصادر معلومات جديدة تناسب التغيرات المتلاحقة فى حجم المعلومات وسرعة
نقلها، فكان الاتجاه نحو الاستعانة بما يسمى المصادر غير المطبوعة مثل اسطوانات الليزر
ذات القدرة الكبيرة على تخزين كم هائل من المعلومات . و شبكة الإنترنت والقنوات
التليفزيونية التعليمية والإخبارية التى تمكننا من مواكبة سرعة تدفق المعلومات أولاً بأول
فنكون على علم بما يستجد من علوم حديثة وأخبار علمية وغير علمية بعكس الكتب والمواد
المطبوعة الأخرى التى لا تستطيع توفير المعلومات بهذه السرعة والسهولة.
الخدمات التى تقدمها المكتبة المدرسية
لكى تتمكن المكتبة المدرسية من تحقيق أهدافها فإنها تقوم بتقديم مجموعة من الخدمات تساعدنا
على استخدام المكتبة استخداماً صحيحاً ومفيداً ومن أهم هذه الخدمات ما يأتى :-
١-إتاحة الفهارس
يقوم أمين المكتبة بعمل الفهرس الخاص بالمكتبة وإتاحته بحيث يسهل عليهم معرفة محتويات
المكتبة من مصادر المعلومات المختلفة ويسهل عليهم الوصول إليها عن طريق الفهرس.
٢-الاطلاع الداخلى
حيث تسمح لنا المكتبة بالتواجد فيها والاطلاع على ما بها من مصادر معلومات . وتوفر
المكتبة المكان الجيد الملائم والذى تتوفر فيه الإضاءة والتهوية الجيدة والمناضد والكراسى.
٣-الإعارة الخارجية
تقوم المكتبة المدرسية بإتاحة الفرصة للطلاب باستعارة الكتب للقراءة فى المنزل، حيث قد لا
يتسع الوقت لبعضنا للقراءة داخل المكتبة. أو لإكمال قراءة كتاب جذب اهتمام قارئه فيستطيع
استعارة هذا الكتاب لقراءته فى المنزل ثم إعادته بعد انتهاء فترة الاستعارة.
٤-الإرشاد والتدريب
يقوم أمين المكتبة بعمل لوحات إرشادية توضح نوعيات وأماكن الكتب ونظام العمل بالمكتبة
ومكان الفهرس وبعض العبارات التى توضح أهمية المكتبة وأهمية الكتاب وغير ذلك، كما
يقوم أمين المكتبة بالإجابة على تساؤلات الطلاب ومساعدتهم للوصول إلى ما يريدون من
كتب، وتدريبهم على استخدام المكتبة.
أهداف المكتبة المدرسية
تهدف المكتبة المدرسية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التى حددتها وزارة التربية والتعليم
فى الأهداف التالية:
١-توفير مصادر المعلومات المختلفة ا للازمة للدراسة والبحث والتثقيف والترفيه
والهوايات.
إن توفير المكتبة المدرسية لمصادر المعلومات على اختلافها من العوامل الرئيسية التى يتحدد
عليها مدى نجاحها فى تحقيق أهدافها الأخرى، بل نستطيع أن نقول أن المكتبة المدرسية بدون
مصادر المعلومات تفقد دورها وأهميتها داخل المدرسة . ويتم مراعاة مناسبة مصادر
المعلومات التى توفرها المكتبة المدرسية كماً وكيفاً لاحتياجات الطلاب على اختلاف ميولهم
وقدراتهم لتحقيق متطلباتهم للتثقيف والترفيه جنباً إلى جنب مع موضوعات المنهج المدرسى.
٢- خدمة المناهج والمقررات الدراسية حتى لا يصبح الكتاب المقرر هو المصدر الوحيد
للمعلومات أمام الطالب والمدرس.
إن التطور الحادث فى العملية التعليمية واتجاهها نحو تعدد مصادر المعلومات لتقديم تعليم
أفضل يؤكد على أن الكتاب المدرسى حتى مع جودته وحسن إعداده لا يمكن أن يكون مصدر
المعلومات الوحيد، ولا يمكن أن يكون قادراً وحده على مراعاة متطلبات الطلاب مما يجعل
المكتبة المدرسية ومصادر المعلومات المتوفرة بها سنداً لا غنى عنه لدعم وخدمة المناهج
الدراسية بحيث يكون الكتاب المدرسى نقطة بداية وليس بداية ونهاية ويكون جزء وليس كل.
فإن استطاعت المكتبة المدرسية بالفعل أن تكون مكملاً وداعماً للمناهج الدراسية وللكتاب
المدرسى فإنها تكون بمثابة قوة دافعة للعملية التعليمية لتحقيق أهداف المدرسة التربوية
والتعليمية.
٣-تدريب الطلاب على استخدام مصادر المكتبة وأدواتها وإمدادهم بالمهارات الأساسية
لتكوين عادات القراءة السليمة والمثمرة.
إن توفير مصادر المعلومات فى المكتبة المدرسية يعتبر أساس عملها وبدون هذه المصادر
فلا قيمة للمكتبة المدرسية. ولكن لا يمكن أن تؤدى مصادر المعلومات دورها على الوجه
المطلوب فى العملية التعليمية لتحقيق أهداف المدرسة بدون توفر عنصر تدريب الطلاب على
استخدام هذه المصادر.
٤-الإسهام مع الفصل الدراسى فى ربط الطالب ببيئته ووطنه والعالم الذى يعيش فيه وتنمية
القيم الاجتماعية والخلقية والدينية لديه.
تعتبر المكتبة المدرسية داعمة للمناهج الدراسية فمصادر المعلومات المتوفرة بها تكمل وتدعم
الكتاب المدرسى. فإذا كانت المناهج الدراسية تهدف إلى ربط الطالب ببيئته ووطنه والعالم
الذى يعيش فيه وتنمية القيم الاجتماعية والخلقية والدينية لديه، فإن المكتبة المدرسية بدورها
خير داعم وسند للمناهج الدراسية لتحقيق هذه الأهداف. فعن طريق مصادر المعلومات
المتوفرة بالمكتبة المدرسية يستطيع الطلاب التعرف على وطنهم ومن ثم الارتباط به والإلمام
بالخبرة فى الحياة الاجتماعية والسلوك الأمثل والتمسك بالدين والخلق القويم.
٥-الإسهام مع المكتبة العامة فى خدمة البيئة التى تقوم فيها المدرسة وذلك بفتح
أبوابها لأولياء الأمور وأهالى الحى للإفادة من مقتنياتها وخدماتها.
خدمات المكتبة المدرسية لا تقتصر على دعم المناهج الدراسية ولا يتوقف دورها على خدمة
طلاب المدرسة فقط. بل أن المكتبة المدرسية تقوم بدور هام فى تنمية المجتمع، وذلك
باستقبال مواطنى المنطقة المتواجدة فيها المدرسة وتوفير مصادر المعلومات ال تى تناسب
اهتمامات المواطنين فى سبيل تحقيق الأهداف العامة للدولة. وتقوم المكتبة المدرسية أيضاً
بالتوجيه والإرشاد للمواطنين ليحققوا أكبر إفادة من مصادر المعلومات المتوفرة بها . كذلك
تشارك المكتبة المدرسية بدور هام فى المشروعات الثقافية مثل مهرجانات (القراءة ل لجميع )
و(المكتبة المدرسية فى خدمة المجتمع) التى تنفذها وزارة التربية والتعليم فى فترة العطلة
الصيفية وذلك بتوفير مصادر المعلومات التى تخدم أهداف هذه المهرجانات الثقافية. وتقع على
المكتبة المدرسية مسئولية كبيرة فى مجال خدمة المجتمع حيث أنها أكثر أنواع المكت بات
انتشاراً فكلما تواجدت مدرسة تواجدت معها مكتبة مدرسية.
٦-تأهيل الطالب نفسياً وعملياً لاستخدام أنواع أخرى من المكتبات فى حياته الحالية
والمستقبلية.
إن المهارات التى يكتسبها الطالب لاستخدام أدوات المكتبة المدرسية ومصادر المعلومات
المتوفرة بها من خلال برامج التدريب التى يتلقاها الطالب بالمدرسة يجعله على استعداد
لاستخدام وارتياد أنواع المكتبات الأخرى مثل المكتبة الجامعية بعد التحاقه بالجامعة أو
المكتبات العامة. بل أن هذا التدريب يشجعه على إنشاء مكتبة خاصة به فى بيته ويكون على
قدرة لاستخدام مصادر المعلومات المتوفرة بها استخداماً صحيحاً.
٧-إكساب الطلاب مهارات التعلم الذاتى الذى يؤدى إلى التعليم المستمر.
التعلم الذاتى هو أسلوب التعلم الذى يستخدم فيه الفرد الكتب أو الآلات التعليمية أو غيرها من
الوسائل من تلقاء نفسه، ويتقدم فى دراسته وفقاً لمقدرته بدون مساعدة المدرس. أى أن التعلم
الذاتى يتم بواسطة الطالب ذاته. أما التعليم المستمر فهو استمرار الفرد فى تلقى العلم حتى
يستطيع التعرف على الجديد فى مجال عمله. فهو ضرورة لا غنى عنها لكل أفراد المجتمع
وبخاصة للقوى العاملة فى المجتمع العصرى، حيث أن التطور التكنولوجى وثورة المعلومات
تتطلب مواكبة هذا التطور، وذلك يتم بالتعليم المستمر، وللمكتبة المدرسية الدور الأعظم فى
إتاحة الفرصة للطلاب لتلقى التعلم الذاتى وغرس قيم التعليم المستمر. ففى المكتبة المدرسية
يتعرف الطالب على كيفية الاستخدام الأمثل لهذه المصادر ويكتسب مهارات الحصول على
المعلومات من مصادر المعرفة المختلفة، ومن ثم الوصول إلى المعارف بجهده الذاتى.
أهمية المكتبة المدرسية
أهمية المكتبة المدرسية للعملية التعليمية أصبحت من المسلمات التى لا جدال فيها، فغنى عن
البيان أن المكتبة المدرسية لها دورها الهام فى توفير مصادر المعلومات التى تساعد الطلاب
على الإطلاع على المجالات التى تناسب اهتماماتهم وتشبع حاجاتهم نحو مزيد من المعلومات
التى تخص المواد الدراسية أو نحو موضوعات خارجية دينية أو ثقافية أو ترفيهية . وعن
طريق مصادر المعلومات المتوفرة فى المكتبة المدرسية يستطيع الطلاب الاطلاع على أحدث
التطورات العلمية والإخبارية من خلال شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية التعليمية مما يساعد
الطلاب المتفوقين على الاطلاع على مزيد من العلوم التى لا تتيحها لهم المناهج الدراسية
وكذلك يستطيع الطلاب المتوسطين الحصول على المعلومات من أكثر من مصدر وبأكثر من
طريقة مما يساعدهم على الإلمام بالموضوعات الدراسية وغير الدراسية وبذلك تستطيع المكتبة
المدرسية مراعاة الطلاب الأذكياء والأقل ذكاء ومتوسطى الذكاء. إلى جانب ذلك تقوم المكتبة
المدرسية بإرشاد الطلاب وتدريبهم على كيفية استخدام مصادر المعلومات المختلفة ليستطيعوا
استخدامها استخداماً صحيحاً.
والحديث بقية ما دام فى العمر بقية